رائحة لا تُنسى: من صندوق أبو سطّام وُلدت الذاكرة

21 يوليو 2025
Heba
رائحة لا تُنسى: من صندوق أبو سطّام وُلدت الذاكرة

حين تتكلم الرائحة… حكاية العود الذي حفظ الذاكرة



في زوايا أحد البيوت الطينية القديمة في قلب نجد، كان هناك رجل لا يُذكر اسمه دون أن يُذكر معه عبق العود.

الكل كان يعرفه من رائحته قبل ملامحه. إذا دخل مجلسًا، سبقته رائحة فاخرة، دافئة، لا تُشبه شيئًا… فقط تُشبهه.


كان اسمه “أبو سطّام” — حكيم الحي ومحبّ العود، لا يختار منه إلا ما ارتاحت له روحه.

لم يكن العود بالنسبة له مجرد رائحة، بل توقيع شخصي، يختصر اسمه وتاريخه، وهيبته وذوقه.


كان يحتفظ بعلبة خشبية صغيرة، يفتحها ببطء وكأنها صندوق أسرار.

يأخذ منها قطعة من العود، يقرّبها من مبخرته النجدية، ثم يقول لحفيده:

“شوف يا وليدي… مو كل عود يستاهل ينحرق، بعضه قصص ما تنقال إلا بالدخان.”


مرت الأعوام، رحل أبو سطّام، لكن رائحته ظلت.

كلما أشعل الحفيد عودًا فخمًا، عاد إليه صوت الجد، وضحكته، ودفء المجلس.


من هنا وُلدت فكرة “السُريع للعود” — ليس كمتجر، بل كمساحة للذاكرة.

مكان يعيدنا إلى لحظاتٍ صادقة، مجالس الأهل، عطر الأجداد، ورفقة الطيب.


نحن لا نبيع العود فقط.

نحن نعيدك إلى المكان الذي تنتمي إليه.

السُريع للعود

رائحة تحكي من تكون… حتى لو لم تقل شيئًا.