هل تُلبَس الروائح؟ العود يدخل عالم الأزياء.

12 مايو 2025
Heba
هل تُلبَس الروائح؟ العود يدخل عالم الأزياء.

العود في الموضة: هل يمكن دمج العود في تصميم الأزياء؟


لطالما ارتبط العود بالفخامة والرقي، فهو ليس مجرد عطر، بل هو توقيع شرقي أصيل يعبّر عن الثراء والتقاليد والذوق الرفيع. لكن في عصر تندمج فيه الفنون والصناعات لتخلق تجارب حسية متكاملة، يطرح سؤال جريء نفسه: هل يمكن دمج العود في تصميم الأزياء؟


رائحة تُلبس… لا تُرش فقط


تخيّل قطعة من القماش تفوح برائحة عود خفيفة، أو عباءة شرقية تقترن بجيب صغير يحتوي على شريحة خشب عود طبيعية تنبعث منها رائحة دافئة مع كل حركة. لقد تجاوزت الموضة اليوم الشكل البصري، وأصبحت تلامس الحواس الخمس، بما فيها الشم. كثير من دور الأزياء العالمية بدأت باللعب على فكرة “الملابس المعطّرة”، ولكن استخدام العود تحديدًا يعطي بعدًا شرقيًا فاخرًا لا تضاهيه أي رائحة أخرى.


تكنولوجيا العطور القابلة للارتداء


بفضل التطور التكنولوجي في مجالات النسيج والعطور، أصبح بالإمكان دمج زيوت أو جزيئات عطرية داخل ألياف الأقمشة. ومع العناية المناسبة، يمكن لهذه الروائح أن تدوم لفترات طويلة. وإذا تم استخدام خلاصات زيت العود النقي، يمكن تصميم ملابس ذات هوية عطرية متجددة، تتفاعل مع حرارة الجسد وتُفاجئ الآخرين برائحة راقية مع كل حركة.


العود كعنصر في الإكسسوارات


بعيدًا عن القماش، يمكن استخدام خشب العود نفسه كعنصر تصميمي في الإكسسوارات: أزرار مصنوعة من العود، دبابيس ملابس منحوتة من جذوعه، وحتى قلائد تحتوي على قطع صغيرة منه تنبعث منها رائحته باستمرار.


بين الفكرة والتطبيق


رغم جمالية الفكرة، تبقى هناك تحديات واقعية أمام تطبيقها، مثل:

• تكلفة العود العالية، وخصوصًا الطبيعي منه.

• الحاجة لحماية الرائحة من التبخر السريع.

• تأثير الغسيل والحرارة على بقاء الرائحة.


لكن هذه التحديات يمكن تجاوزها عبر الشراكة بين صانعي العطور، ومصممي الأزياء، ومهندسي المواد الذكية، وهو مجال يشهد نموًا ملحوظًا

ختامًا… موضة تفوح أصالة


إن دمج العود في تصميم الأزياء ليس ضربًا من الخيال، بل هو باب مفتوح نحو خلق تجربة فاخرة متكاملة تُعبّر عن هوية ثقافية ورؤية إبداعية. فالعطر الذي كان يُرشّ، قد يصبح يومًا ما يُلبَس.


وفي زمن يبحث فيه الجميع عن التفرّد، قد يكون السُريع للعود هو الجسر الذي يربط بين التراث والتجديد، بين عبق الماضي وأناقة المستقبل، ليصبح العود أكثر من مجرد رائحة… بل أسلوب حياة.