العود كهوية بصرية: كيف نُترجم رائحة العود إلى تصميمات فنية؟
العود… ذلك العبق الذي لا يُرى، لكنه يُحفر في الذاكرة، ويمتد تأثيره لأبعد من مجرد رائحة. إنه رمز للفخامة، ومرآة للتراث، وصوت خافت يخاطب الحواس دون كلمات. لكن، هل يمكن لرائحة أن تتحول إلى تصميم؟ هل يمكن ترجمة عبق العود إلى هوية بصرية تُرى وتُلمس؟
الرائحة التي تُرى: بين العطر والتصميم
في عالم التصميم الحديث، لم تعد الحواس تعمل بمعزل عن بعضها. فكما تُستلهم الألوان من الأصوات، بات من الممكن اليوم استلهام التصميم من الرائحة. وهنا يأتي دور العود، برائحته الثقيلة، الدافئة، والغامضة، كملهم بصري للفنانين والمصممين.
تخيل زجاجة عطر بتصميم منحنٍ مستوحى من تموّج دخان العود، أو نقش زخرفي على عباءة يجسّد دوامات تبخره. هذه ليست خيالات، بل اتجاهات حقيقية في عالم التصميم، حيث تصبح الرائحة مرجعًا بصريًا وهوية فنية.
ألوان العود… ونبض التصميم
رائحة العود تُشبه الألوان الترابية الغنية: بني داكن، عنبري، أسود مخملي. تُستخدم هذه الدرجات في تصميم الهوية البصرية لعلامات تجارية فاخرة تعتمد العود كمكوّن أساسي، حيث تعكس الألوان دفء العود وعمقه.
بل إن بعض المصممين يلجؤون إلى القوام والمواد أيضًا، فيدمجون الجلد الطبيعي والخشب المصقول في التغليف أو حتى في عناصر الديكور، لتكتمل تجربة العود كحالة فنية متكاملة.
من الروح إلى الرؤية: كيف يُلهم العود المصممين؟
• الخط العربي المنساب: كثير من التصاميم التي تستوحي من العود تعتمد الخطوط العربية المنحنية، لما فيها من وقار وانسياب يشبه حركة العود في الهواء.
• الهالة الشرقية: التصميمات التي تستلهم من العود غالبًا ما تحاكي الأجواء الشرقية الفاخرة: أنماط الأرابيسك، الزخرفة الذهبية، لمسات النور الخافت.
• الفخامة البسيطة: رغم ثراء العود، إلا أن التعبير عنه بصريًا يتم في كثير من الأحيان بأسلوب راقٍ وبسيط، يعكس رقيّه دون ضجيج.
ختامًا… هوية تُشم وتُرى
العود ليس مجرد رائحة، بل حالة فنية وثقافية. وعندما تتحول هذه الرائحة إلى هوية بصرية، فإنها تُعيد تشكيل إحساسنا بالجمال. فن الترجمة البصرية للعود ليس تقليدًا للرائحة، بل احتفاء بها، عبر عناصر مرئية تحاكي ما تشعر به الحواس.
وفي قلب هذا المفهوم، تبرز السُريع للعود كعلامة تجارية لا تكتفي بتقديم العود كرائحة فاخرة، بل كفن بصري يُجسّد الفخامة، ويعبّر عن ذائقة تليق بكل من يسكنه الشغف بالأصالة.
فهل أنت مستعد أن ترى العود… لا أن تشمه فقط